+ A
A -
جسدنا لا نملك التحكم به.. هو بيد الله لا نعلم ما يجري داخل أجسادنا.. ولا نعلم هل نحن أصحاء أم نحن من الداخل مرضى..
في أجسادنا مئات الآلاف من الفيروسات والبكتيريا وخبايا من الآفات لا نعلمها.. أجسادنا تدافع عن نفسها بقدرة الله سبحانه، هذا ضعف لقدراتنا وحدودية إمكانياتنا نحن البشر، لنعلم قدر ضعفنا وعجزنا وهواننا أمام قدرة الله الواحد الديان!!
المريض لا يحمل سوى بطاقة الصحة للمرور من محنته، عنوانها (رب أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) وصفحاته كثيرة الرضا والاستغفار والصدقة!!
الصحة هي تاج الناس متى فقدت فقدنا معها الراحة والاطمئنان.
لا يرى المريض نقصاً في دنياه سوى فقدانه لصحته، حيث تتلاشى عنه الهموم كلها؛ سوى هم ذاك المرض الذي فجأة عصف به دون استئذان.. يارب كم نحن عندك ضعفاء.
المرض محنة وابتلاء لنعرف ولنتذوق معه الحرمان من الصحة والخوف والقلق عكس نعمة كنّا غافلين عنها وهي الصحة والراحة النفسية، ونعم الله التي لا تعد ولا تحصى.. فلنشكر الله ونرض بحكمته.
عند المرض تتجلى معاني العجز والألم والشدة والحرمان ما يجعله كفيلاً بأن يستحوذ وحده على جل دعواتنا واستغاثاتنا وشدة الابتهال لله والتذلل له والتضرع إلى الله تعالى، بأن يصرف هذا المرض، حينها فقط ترسخ لدى المريض كل معاني الافتقار والذل والحاجة إلى رحمة الله تعالى!! وأنه لا شافي الا هو سبحانه.
اعتدنا النعم واعتدنا الصحة ونتذمر من أبسط ما يصيبنا ولا نعلم حكمته.. لابد أن تكون لدينا قناعة بأن كل مرض هو تخفيف ذنوبنا ورحمات من الله لا نعلم مدى الفائدة من هذا المرض وماذا أبعد عنا من أمراض.. لتكن ثقتنا بالله كبيرة وبحكمته وبقدراته لذاك لا نقول سوى: اللهم لا اعتراض على أقدارنا وعلى كل ما ابتليتنا.
نسأل الله الشفاء التام لكل من هم مرضى ولكل مغترب للعلاج وللمرضى بالمستشفيات والبيوت ولكل من يعاني يا رب اشفهم شفاء لا يغادر سقما.

بقلم : إيمان عـبد العـزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
04/07/2018
2684