+ A
A -
في خطبته الأولى في أحد المساجد في صلاة يوم جمعة لم يكن عدد المصلين في مسجده يزيد على مائة مصلٍ، كان ضريرا، ولكنه سأل مرافقه عن الحضور، فقال ممتاز حضرتك، فابتسم، تقدمت منه وطلبت أن أرافقه للمنزل فرحب ولم يكن بعيدا، قلت أنا صَلَّيْتَ هنا لأول مرة والمرة القادمة لن أحضر خطبتك يا شيخ مع أن أسلوبك وصوتك يلامس صوت ونبرة معلمك الشيخ كشك لكن موضوع الخطبة لم يكن يلامس مشاعر الجماهير المحيطة بالمنطقة ومعظمهم من جيل الشباب وجيل الشباب يحتاج إلى طرح قضايا معاصرة، أمسك بيدي بقوة كاد يقطع مرفقي، وقال فكرك الشباب عايزة تسمع عن إيه، قلت قضايا كثيرة غير الفقه، كانت حينها انتفاضة الحجارة في بدايتها، الخطبة التالية يوم الجمعة تناول بكل دهاء طريق الشهادة من أجل الأقصى في الأسبوع التالي كان المصلون يملأون المسجد وصحنه، وساحته الخارجية ونقلت الصحف خطبته وبات الخطيب الأول.
كان ضريرا مبدعا ملهما وكان ضريرا ذا بصيرة يذهب للمسجد قبل الأذان مرددا مقولة «الأذان لتنبيه الغافلين وأرجو ألا أكون منهم!!».
قلت لخطيب عربي في جامع بعين خالد يبدأ خطبته وينهيها على رتم واحد وقضية واحدة وبدأت اذهب إلى جامع آخر فسألني لماذا؟
قلت له بصراحة ابحث عن خطيب ضرير آخر يلتقط الوقفة الصامدة للشعب الأعزل التي هي عنوان كل الأزمنة، رغم نزيف الدماء، والتواطؤ العالمي، والعجز الإسلامي، والتضارب العربي ويوجه خطابه للشباب من خلال روح المقاومة لتبقى هذه الروح حية في عقول الشباب وتشاركهم النزف وتمنع التواطؤ العربي وتشحذ الهمة الإسلامية. وتعيد العربة إلى مسارها، قال هذا هو الذي يحقق النجاح قلت نعم «النجاح أن تبتسم وأنت ترى مشهد ذبح الأمة لتسخر من الجزار والجلاد».
وبعد أعتقد أن وزارة الأوقاف مسؤولة عن مضمون خطب لا تقدم ولا تؤخر ينام معظم المصلين وهي تتلى من على منابر رسول الله التي أقامت بمضامينها الدولة الإسلامية الأولى والثانية والثالثة.
كلمة مباحة
الكلام المباح ليس مباحا ونغنيه
فالإبداع يبدأ بسماع المباح من الكلام.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
27/06/2018
1544