+ A
A -
جاء رمضان وذهب، دون أن يلوح لنا بيديه علامة الرحيل، البعض استثمره في الخير والفضائل، والبعض الآخر كان حاله في رمضان كحال الموظف البليد الذي لا يحسن القيام بواجباته! البعض احتفى به بزيادة الطاعات في كل الأوقات والساعات، أفراداً وجماعات، والبعض احتفى به «باللقيمات» والأطعمة والأكلات، والبعض بالدعوات، والبعض الآخر بالمسلسلات والبكائيات!
جاء رمضان وشاهد حال الأمة وآلامها المسنة! ونفاقها وأطماعها الخائبة! وحصارها للجار الشقيق! وتقطيع الأرحام بين الأهل والصديق! وتدمير اليمن! وإشاعة الفتن! وتسميم البدن! بكل هذا العفن! إهمال وحروب وكذب وتدليس وتسابق نحو نهب الدول! وسرقة مقدراتها وخيراتها! وسحق شعوبها! عن طريق حملات ظالمة يتزعمها طواغيت! لا يعرفون إلا لغة البطش والغش وسرقة الأوطان! لا يعرفون إلا لغة التوسع والامتداد، وجحيم الغزو، ونار المدافع، وقتل الأبرياء، من اليمنيين! حتى أن عبارة «كل عام وانت بخير» التي نرددها في الأعياد والمسرات باتت عبارة مطعون في شرفها وكرامتها في هذا العبث الذي تسبب فيه «عرب بني صهيون «ومن ورائهم! إن ضحايا هذا العبث الذي نعيشه هم الشعوب المكلومة من صغار، ومعوقين، ونساء، ومسنين، والضعفاء، والفقراء، والمستضعفين في الأرض، جبابرة الخليج وحرامية المال ليس مهماً عندهم جاء رمضان أو ذهب! أو أن يظلم شعباً أو يحاصر أو حتى يدفن إن كان جاراً أو شقيقاً أو خليجيا أو عربياً أو مسلماً! المهم أن تتحقق أحلامهم التوسعية الظالمة! وإن جندوا الأمم أو الذمم أو الذباب الإلكتروني أو كل عفن لمصلحتهم وتنفيذ جرائمهم! وهذا ما نشهده اليوم في دول الحصار والمنطقة من مشاريع فساد وإفساد ملعونة قذرة! أبطالها ساسة الإرهاب والجهل والهزائم الذين أدخلونا في «حيص بيص» وفي دوامة من الفوضى و«اللوية» التي لا يعرف لها مستقر! وأنسونا رمضان، وأشغلونا عن روحانياته العطرة! وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله المستعان.
وعلى الخير والمحبة نلتقي
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
22/06/2018
1897