+ A
A -
كان هناك أخوان شقيقان حبيبان، كان لكل منهما بيت جميل ورائع، كانا يزرعان الأرض معًا، يعيشان بتوافق تام بمزرعتهما حتى جاء يوم نشب بينهما خلاف بدأ بسوء تفاهم بين الأخوين واحتد النقاش وتعالت الأصوات وبدأت القطيعة.
قرر الأخ الأكبر بناء جسر فاستدعى نجارًا معروفًا للعائلة، وحكى له قصة الخلاف بينهما. وطلب من النجار بناء سور عال جداً بينه وبين أخيه وأرضه وبيته وحكى النجار عن خلافه مع أخيه وبأنه لا يرغب بالتواصل معه أبداً.
سافر الأخ الأكبر، وعند عودته كان النجار قد أنهى البناء وكانت المفاجأة!!
عندما رأى جسرًا جميلاً يجمع بين طرفي النهر.. الجسر يمتد فوق المجرى المائي الذي كان قد حفره أخوه.. ؛ وما أن رأى الأخ الأصغر أخاه الأكبر، حتى تقدَّم فوق الجسر، وأمسك بيده، والدموع تنهمر من عينيه بغزارة شديدة، والخجل يملأ وجهه قائلاً: «أخي الحبيب! بنيت جسراً برغم كل ما بدر مني من إساءة، بنيت جسرًا لنجتمع مرة أخرى.. سامحني يا أخي، ويا حبيبي.
حياتنا اليوم شبيهة بهذين الأخوين سواء العائلية وبالعمل وبكل العلاقات، معظمنا يفقد أعصابه لأتفه الأسباب وتسوء العلاقات وتنقطع لسبب أحيانا لا يستحق كل ذلك.
لنلتمس لبعضنا الأعذار ولنعش بهدوء ولنحاول أن نبتعد في فترة الغضب والعصبية عن من نتناقش معهم ولتبني جسورا من الحب رغم الكراهية لنبني من القطيعة صلات جميلة لنبني ونعمر بالعلاقات ولنتناس ولنواجه الاساءة بالحب والعفو والصفح.
والحياة في داخل الأسرة، هي حياة محبة وتعاون، ويتحقق ذلك بالكلمة والمشاعر الطيبة، وبالتعاون في كل الأمور.
إن العفو والتسامح والسيطرة على النفس عند الغضب، موقف أخلاقي يكشف عن قوة الشخصية، وسلامة النفس من الحقد والروح العدوانية.
قال سبحانه: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران/ 134. امتدح القرآن الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، واعتبر ذلك إحساناً منهم وعطفاً على الآخرين..
الاخوة ليست اخوة دم وحسب.بل هي الاخوة في الله قبل كل شيء، وكيف ننسى الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما آخى بين المهاجرين والأنصار، حتى اليوم نجد هذا الآثر ولله الحمد.
ما أعظم الاخوة في الله وما أوثق عرى المحبة وخاصة اذا كانت الاخوة في الله بين الاشقاء وأبناء العمومة والعائلة أجمع.
الأخوة لا تشترى بثمن ولا تعوضها ماديات وثروات ولا شيء هي علاقة إنسانية صعب تعريف شعور الراحة والفرح والانبساط فيها، هي شعور يجمع بين قلوب متقاربة بالدم والنسب والعشرة.
همسة أخيرة
سأل أحد السلف رحمهم الله تعالى: أيّهما أحبّ إليك صديقك أم أخوك؟ فأجاب: إنّما أحبّ أخي لأنّه صديقي!)
فلنحب بعضا فالحياة قصيرة والفراق في معظم الأوقات دون وداع.

بقلم: إيمان عبدالعزيز آل إسحاق
copy short url   نسخ
20/06/2018
3789