+ A
A -
في داخل كل منا شخصان!!
من سبب لنا هذا الانفصام؟!
من قسَّم الإنسان العربي إلى شطرين!!..
من حوَّل العربي إلى دمية في سوق الأضداد!!
من جعل مواطنا سوريا يقف ضد وطنه
وفلسطينيا ضد سلطته
ومصريا ضد المصري
واللبناني يحمل السلاح على اللبناني
والعراقي يذبح العراقي بالسكين
وابن الخليج الواحد لم يعد يغني
خليجنا واحد.. ومصيرنا واحد
حالة سجلتها من مشهد في مقهى
والحدث مباراة مصر والأوروغواي
في كأس العالم 2018
شاب مصري يقف على بعد.. يتمنى ألا تفوز بلاده ويقول:
بصرف النظر عن نظرتنا للكرة كملهاة للشعوب أو كونها مجرد ترفيه مباح، أشعر أننا الفئة الوحيدة في العالم التي لا تشجع منتخب دولتها..
سألته لماذ؟
بالطبع.. لن ندعم فريقا، نعلم أن انتصاره سيكون وتدا جديدا في خيمة الانقلاب
لكني أتحدث عن شعور بائس..
هم لم يمزقونا لفريقين فقط..
بل إنهم مزقوا كل فرد منا من الداخل
فأصبح بداخل كل واحد منا شخصان
أحدهما يتمنى فوز الفريق المصري
والآخر يتمنى هزيمته
**
حقا إننا أصبحنا أمة تحمل في داخلها أمة ثانية.. نقف ضد قطر ونحسد تفوقها وتطورها.. ونقف ضد المغرب وضد رغبتها وسعيها في الفوز باستضافة كأس العالم.
ولا أحد مع أحد ولا وطن يتمنى الخير لوطن إلا من رحم ربي.. وهذه حالة تحتاج إلى استشراق.. واستشراف..
مظفر النواب الشاعر العراقي الثائر.. ولولا قرمطيته لكان صاحب طريقه واتباع وقد صور حالة الأمة بتساؤل:
هل عرب أنتم؟!!
ويجيب عن تساؤله
والله أنا في شك من بغداد إلى جدة
هل عرب أنتم
وأراكم تمتهنون الليل
على أرصفة الطرقات الموبوءة
أيام الشدة؟؟
قتلتنا الردة.. قتلتنا الردة
إن الواحد منا يحمل
في الداخل ضده..
كلمة مباحة..
انصبوا المشانق للشخص الضد بداخلنا ولمن صنعه في عقولنا!!
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
17/06/2018
1552