+ A
A -
كلما اعتقد الصهاينة، ومن والاهم ودان لهم، واتبع ملتهم وخضع لسلطانهم، كلما اعتقدوا أن الفلسطينيين قد تحولوا إلى رماد، يبدأون في صياغة مؤامرة جديدة لنثر الرماد فوق البحار والمحيطات والفيافي، فينهض الفلسطيني كما طائر الفينيق الأسطوري، والذي كان الرئيس الراحل ياسر عرفات يشبه شعبه به، ينهض أكثر قوة وصلابة، بالأمس في العام 1948 قبل سبعين عاما، حين ارتكبت عصابات صهيونية مجازر دير ياسين وقبية وغيرها واضطر الفلسطينيون للهجرة، اعتقد الصهيوني ان الفلسطيني انتهى، لينهض في الأغوار من بين الرماد ويقدم واحدة من أرقى الثورات وأشدها، فتآمر العالم عليه وتم إخراجه إلى لبنان، ليقدم هناك واحدة من الثورات العالمية التي استقطبت كل ثوار العالم ومن يساندون حركات التحرر، وكانت مؤامرة عربية صهيونية لإخراجهم من بيروت مقاومة دامت ثلاثة اشهر، وخرجوا إلى عرض البحر لم تعلن أي دولة في العالم استعدادها استقبالهم فتم توزيعهم على تونس والسودان وموريتانيا والصومال واليمن بعيدا عن حدود فلسطين، فقال نزار قباني:
هم حملوا شجرة الثورة على أكتافهم.. ليزرعوها
في منافيهم الجديدة..
ونحن حملنا جنازتنا على أكتافنا.. فلم نجد في
المساحة الممتدة بين الخليج والمحيط، قارئا يقرأ على روحنا القرآن.. أو قبرا يرضى أن يضم عظامنا..
واعتقد الصهاينة ومن لف لفهم انه حان الوقت لنثر رمادهم، ليخرجوا كما طائر الفينيق يحملون الحجارة، في انتفاضتهم الأولى 1987، ثم انتفاضتهم الثانية2002، وانتصروا في حروب متتالية 2006.2008..2014 وكسروا شوكة المحتل، فحاصروه منذ اثني عشر عاما ويعتقدون انه آن الاوان لصفقة قرن بدعم قطبين عربيين للأسف ومساندة دول عربية خانعة لإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية لصالح القلنسوة التي دانت لها واشنطن والغرب، ومن يرفع يده محتجا يهددونه بتغيير نظام حكمه، طائر الفينيق سينهض من جديد وهذه المرة لن يرحم من تآمروا، فلسان حال الانسان الفلسطيني هو هذا الطائر الذي يحثه للنهوض ويدفع به إلى المستقبل.
كلمة مباحة
لن يكسر سيف مقاتل توسد وجنتي
سيدة بالحرف تناضل

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/06/2018
2389