+ A
A -
هو يردد أنه خالي مشاعر! وهي تدعي أنها خالية مشاعر!! لماذا أصبحت حياتنا خالية من المشاعر، يخيم عليها الجفاف والقحط العاطفي الذي يحمل معه اليأس والإحباط والقنوط! إن العلاقة المثالية أساسها الحب والرومانسية والتلاحم والتعاضد والتدثر وتدفق المشاعر، ما أجمل علاقة الحب والمشاعر وعلاقة المحبة عندما يشعر الزوج أنه محبوب من زوجته يتحول إلى خزان عاطفي معطاء وعندما تشعر الزوجة أنها محبوبة تتحول إلى خزان عاطفي مدرار دفاق رقراق بالمشاعر والرومانسية.. يا سلام.
إن السلوكيات الشاذة المتمردة والتغافل والكره والشقاق والصدام والندية والتحدي كلها نتيجة نقص في الحب والمشاعر الإيجابية اتجاه الآخر، كلنا صغار وكبار نشعر بالجوع للحب والمشاعر، جلنا نرغب في التمتع بالدفء العاطفي والحميمية والحب أكثر من أي شيء آخر.
المحبة الإنسانية جنة ومتعة ونعمة والعلاقة الخالية من دفء المشاعر تبدأ بالتآكل، الحياة ليست عملا ودورات وورشا واجتماعات عمل وسفرات عمل وأعمالا إضافية وأشياء وأمورا تتعلق بالعمل، العلاقة أسمى من ذلك الحب يرفدها بالأمل والعواطف الجياشة والدفء والأمان والتشجيع والتقدير والقيمة، إذا حلت المشاعر السلبية محل المحبة حل الشقاق والانفصال الصامت والنكد والحنة والتعب! وبدأت مرحلة الجفاف في المشاعر!
إلى خالية المشاعر وإلى خالي المشاعر نقول: يمكن العودة إلى حالة الوئام والصفاء والعلاقة السوية بالمراجعة وحسن التدبير والصحبة والمساندة في جو من التفاهم والمصارحة والمشاركة والاعتراف بالخطأ، ورمضان فرصة للمراجعة وتصحيح المسار.
إن التعامل بمرونة وموضوعية مع المشاكل العالقة بطريقة الحوار مع تقديم التنازلات من أجل استمرار الحياة وعودة المياه إلى مجاريها والغرف من جديد من مخزون العسل مطلب ضروري لاستمرار العلاقات الإنسانية، نعم قد لا تخلو الحياة من المنغصات والتحديات والاختلالات والاختلافات ولكنها لا تؤدي إلى جفاف المشاعر الحقوق والواجبات والمسؤوليات من أهم أسس النجاح في العلاقات.
الحب يذيب الجليد ويجلب السعادة ويرفدك بالمشاعر الرقراقة والدفاقة وعش الزوجية جنة وارفة الظلال نلجأ إليه هرباً من ضجيج الحياة الصاخبة وتعبها ويحتاج إلى أرواح مشتاقة ومشاعر حراقة ورومانسية وذكاء حميمي ولطف ولا يكون ذلك إلا بالحب وصدق المشاعر وتوهجها، ورمضان فرصة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي.
بقلم : يعقوب العبيدلي
copy short url   نسخ
08/06/2018
1495