+ A
A -
من فضائل شهر رمضان المبارك انه يعيد الأمة الإسلامية إلى كتاب الله لتجد الكل مقبلا على تلاوة القرآن الكريم في المساجد والمنازل ومواقع العمل ووسائل المواصلات ومن لا يستطيع التلاوة تراه حريصا على الاستماع إلى آيات الذكر الحكيم عبر شرائط الكاسيت التي تروج سوقها خلال الشهر المبارك.
وهي عادات محمودة لا شك، لكنها تأثيرها لا يتجاوز تغيير وضع المصاحف في المنازل كقطع ديكور لا تمتد اليها يد أو في مؤخرة السيارة لتحصينها من الحوادث، لكن يبقى تدبر القرآن والعمل بتعاليمه واجتناب نواهيه هو الهدف الأسمى والغاية الاهم، فهجر القرآن الذي تحدث عنه كتاب الله في قوله تعالى «وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا «لم يعد هجر تلاوة أو استماع وانما هو الآن هجر آداب القرآن وهجر القواعد السلوكية والمعاملاتية والتعبدية التي جاء بها كتاب الله الكريم، والتي أسست لهذه الامة ولصفاتها ولغايتها ايضا كما قال تعالى «وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس» وكما في قوله تعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».
والسؤال الذي لا بد ان يسأله المسلم لنفسه ما الفائدة المرجوة من تلاوة كتاب الله اذا كان صافي ساعات العمل اليومي في بلادنا لا يتجاوز ساعة واحدة «هذا في غير شهر رمضان «في حين ان القرآن الكريم يقول «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» وماذا يفعل القارئ لكتاب الله والمستمع له سواء في شهر رمضان أو في بقية أيام السنة، اذا كان اداؤه لعمله مجرد واجب ثقيل يريد التخلص منه، أو تمضية وقت دون اتقان أو تجويد رغم ما يدعو اليه القرآن من احسان «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين».
ثم ألم نقرأ جميعا قوله تعالى «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان» وقوله «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا».
ان تلاوة القرآن ليست مجرد ترديد للحروف والكلمات حتى وان كان ذلك مطلوبا لذاته انما الاهم والاسمى ان نعي ونلتزم ونتدبر ما يأمرنا به كتاب الله العظيم فذلك اهم اسباب نهضة الامة وقوة المسلمين. فالرسول صلى الله عليه وسلم، كان خلقه القرآن، أي ان آلايات البينات انعكست على سلوكه عليه الصلاة والسلام، في كل ما يفعل، وهو ما يجدر بالمسلمين ان يتعلموه وينفذوه، ليبقى السؤال أيهما أهم.. ان يكون في الجيب مصحف.. ام في الاخلاق آية؟.
بقلم : محمود عيسى
copy short url   نسخ
03/06/2018
2020