+ A
A -
(قرنقعوه قرقعوه..عطونا الله يعطيكم..يا أم السلاسل والذهب يا نورة ي ليلة النصف من رمضان كان صوت الام يتردد في زوايا البيت وهي تعجف شعر نورة وتعلق به).
وفي (فريج) قريب كان صوت عبدالله، وعبد العزيز يهز أركان (الدواعيس) وهما يرتديان الدقلة والشلحات عطونا من مال الله سلم لكم عبدالله.. عطونا حبة ميزان، سلم لكم عزيزان بهذه الكلمات التي جرت على ألسنة اهل قطر الكبار قبل الصغار كان الاحتفال بالقرنقعوه بقلوب محبة.
مرت السنين وكبر أطفال الأمس وأصبحت القلوب موصدة بأقفال بحجة البدعة رغم أنه موروث اجتماعي لم يرتبط بأي نوع من العبادة..
لكن ما زالت فطرة اهل قطر النقية هي الحاضرة.. لقد أصبحت نورة - أم السلاسل والذهب- جدة، واصبح عبدالله -عطية الله- جد، وعبدالعزيز – عزيز الدار – أب وبفضلهم عاشت عاداتنا.
كيف لا وعادة مثل القرنقعوة التي لا يتميز بها شعب قطر فقط ولكن كل شعوب الخليج حتى إن اختلفت المسميات هي دعوة للحياة.
إنها دعوة للفرح، ونشر المحبة في قلوب الصغير والكبير، وتأصيل قيمة البذل والعطاء.. فلا تجنوا على أم السلاسل والذهب، ولا تغلقوا ابواب الكرم.. وسنظل نردد يا بنيه يالحبابة ابوج مشرع بابه.. باب الكرم ما صكه، ولا حط له بوابه نعم ستظل ابوابنا مفتوحة لكل المحتفلين بليلة القرنقعوه وقلوبنا قبل ذلك، لا يهم إذا تغيرت مظاهر الاحتفال ولكن تظل المناسبة قائمة، وهذا هو الأهم حتى تبقى القيمة الانسانية لهذا الاحتفال بنفوس اجيال اليوم.
فلا تسمحوا لأحد بأن يسرق الفرح من انفسكم، ولا تسمحوا لأحد بأن يغير عاداتكم، ولا تسمحوا لأحد بأن يسرقكم من انفسكم.
لنعمل معا على صنع الفرح فنحن أحوج ما نكون في هذا الزمان إلى الفرح وما يجمعنا اكثر مما يفرقنا.

بقلم : ماجد الجبارة
copy short url   نسخ
31/05/2018
2266