+ A
A -
- إذا كان النسيان هو إلزام الخيال على ممارسة الواقع، فان النوستالجيا هي إجبار الواقع على احترام معايشة الخيال.
- عش كل يوم في حلم تنتظر من خلاله هدايا السماء، ولربما يكون اليوم بحد ذاته هبة ربانية «كالماترريوشكا» داخلها أحداث حبلى بدورها بالهدايا أو المؤن الربانية التي قد تكون على شاكلة حدث مفرح، منظر مبهج، أو حلم جميل. ولست مطالباً بإنكار وجود الخيبات، لكن ثق أن الخير أكثر، كل ما عليك أن تنقب عن السعادة ولو في جحور أحلامك.
- ما أتعسك حين يكون خيارك الوحيد مفاده أن بعض الهم أهون من آخر، فتضطر للمفاضلة بين السيئ والأسوأ، بين القبيح والأقبح، لتختار أهون الشريّن. المر أم العلقم، الشنق أم الغرق، السباب أم البصاق، العقوق أم العقم، وعليك أن تختار، وساعتئذ ستحتار، لكن رجاء لا تنهار. وثق أن مدمن الشكوى مما يتناوله، سيأتي عليه يومًا ويذق طعم البول، هنالك سيتمنى لو وضع في صحن أقداره العلقم الذي سيتحول مذاقه ليصبح أشهى من العسل المصفى، فحري بك الاستبشار بعشاء عائلي زهيد أو بمورد مالي محدود ليكفيك لنهاية الشهر دون «سلف»، كي لا تُعلمك الأقدار قيمة الشكر على وجبة لا تحتوي سوى على خبز حاف ستتناولها وحدك بعدما تكون فقدت أبناؤك.
- أحيانا نحتاج لشجاعة اليائس، لتهور الخاسر أو لاستبياع المظلوم.
- تجشم عناء تجاهل الشعور بقسوة الواقع للاستمتاع برهافة حس الخيال.
- الخيال طوق نجاة من سفينة الواقع، ففي الخيال يستطيع المرء أن يضيق الخناق في العناق، فتتسع روحه براحًا بالوفاق.
- أحلام اليقظة تتيح لك عدم الانفصال عن الحياة بطلاق بائن، لكنها لا ترتقي بك روحيًا في ديمومة السمو.. فهي نوع مؤقت من العتاق من أسر الدنيا شبيه بالطلاق الرجعي، لكن الطريف أن العصمة ستكون في يدك أنت أيها الحالم، إن شئت طلقت الرؤية وقمت من رقدتك وأفقت من ثباتك لتواجه الإقامة في مدينة «دستوبيا» وستحتاج للتجلد للذهاب للعمل وتحمل صراخ المدير وقسوته وستحتاج لشجاعة مواجهة عداوة محيطك. لكن متى اشتد بك لهيب الصلصال المصنوع من حما مسنون، فلك حق العودة لعش الأحلام لتهرب من فورك «ليوتوبيا» أحلام اليقظة، فتواسى نهارك بليلك ولتُرتق الواقع المرير برُتق الخيال السكري.
-ما أجمل أحلام اليقظة كونها تحمل هدايا من الرؤى والأمنيات المضفرة بالرجاء في جديلة «ليت» الشقراء الطويلة التي توشي لك بأن تتسلقها للوصول لقمة السعادة، ثم أنها تغريك بـ «هيت لك» لمضاجعة الوهم أملًا في أن ينبت من رحم الحُلم رؤية مبشرة تبتسر فجيعتك في واقعك المعاق.
- ما أجمل أحلام اليقظة التي تمنحك مجانًا تذكرة «رايح جاي» لوطن تعيش فيه آمنًا، سالمًا ومطمئنًا.
- ما أجمل شرعة أحلام اليقظة، فمن خلال قوانينها، تصبح السعادة عبادة، كما يصبح النكد إثما عظيما.
- ما أجمل أحلام اليقظة التي تعينك على الانتصار في معركة الحياة، لا بسلاح البطش بل بالأسلحة الناعمة، بكلاشينكوف الغبطة، أليست الغبطة فكرة. فلكم يحتاج الإنسان لموئل ينأى به عن سواه بحيث يعن له اختلاق واقع على قياسات خصر خياله ليرضي كيان وجوده الافتراضي.
- ليس المهم أن تحلم كثيرًا أو قليلًا.. لكن الأهم أن تظل دومًا أحلامك يقظة.
بقلم : داليا الحديدي
copy short url   نسخ
19/05/2018
4236