+ A
A -
موضوع مقالتي هذه ليس بالجديد،وإنما هو تتابع لمقالات سابقة رصدت فيها الوضع المأساوي للمعلم في المدارس الحكومية،و كتحصيل حاصل انعكاس هذا الواقع على مستوى التعليم لدينا حيث أن المعلم الذي هو نواة الأداة التعليمية،ونتيجة للإجهاد غير المدروس لمقدراته ماعاد يستطيع أن يقدم ما يجب عليه نحو الطالب الذي هو الهدف الرئيسي لعمله. وبشهادة العديد من المدرسات اللاتي التقيت بهن خلال الأنشطة المجتمعية المدرسية،القطريات،وغير القطريات أصبحت الدروس المعطاة للطلاب مهمة من المهمات الكثيرة التي يجب انهاؤها على أي وجه كان،وبإعتراف صريح منهن بأداء المجهد الذي ينتظر انتهاء ساعات العمل كي يهرب بجسده،وفكره المنهك بعيدا عن دوامة ما يحدث له،ودوامة المهام غير المنطقية في نظري بالنسبة للمعلم حيث أنها أصبحت تحرم الطالب من طاقات المعلمين الحقيقية في التعليم،والتربية أيضاً،مع شعور الكثير منهم بالتقصير،وتأنيب الضمير الذي يحرمهم من الشعور بالإنجاز،وتقدير الذات والإحترام.ولا نعلم متى سيدرك القائمون على التعليم خلف أبراج عاجية فداحة ما يتخذونه من قرارات تراكم الضغوط على المعلمين...والنتائج التي تترتب عليها من حيث ضعف مايتلقاه الطالب من تعليم،و تفعيل للمناهج المدرسية،مع تفاقم المشاكل السلوكية في المدارس رغم المناهج،والنظم التعليمية،السلوكية العالية التي تظل حبيسة الأوراق لأنه فعليا يصعب تطبيقها في ظل هذا الإنشغال بمهام ورقية،أو إدارية تضاف إلى مهام المعلم...لا أبالغ حين أقول أن شريحة منهم أصبحت تعاني من أنهيار داخلي يزيد من حدة التوتر لدى المعلم،ويدفعه للمزيد من أهمال العملية التعليمية،والطالب في حد ذاته... ما لا يريد أن يفهمه أصحاب القرار في التعليم أن هذا المدرس كائن بشري يتمتع بقدرات محدودة تتباين بين المعلم،و الآخر... بالإضافة إلى البيئات،و الثقافات المختلفة التي آتى منها،ومن الطبيعي أن هذا الإنسان أيضا لديه آسرة ومسؤولية أبناء تم إهمال تربيتهم أيضا بسبب الإرهاق،والضغوط العشوائية المتراكمة على المعلم الأم أو الأب،بالإضافة إلى نمط الحياة السريعة التي نعيشها،وتزايد المتطلبات المادية لها،والإنفتاح غير المحدود الذي جعل من عملية التربية عملية ميكروسكوبية تتطلب المزيد من الوقت،والمجهود ما يعني أن المعلم بات يخسر من الناحتين،ومعه العملية التعليمية،والمجتمع،والوطن بأكمله.
فهل من يستمع من المسؤولين عن العملية التعليمية،أو يريد أن يدرك ما يحدث على أرض الواقع،ويعمل على تصحيحه قبل أن تكبر كرة الثلج،ونصحو على جبل من المشكلات لأجيال،وأجيال بينما نواجه كشعب،ووطن تحديات هائلة تتطلب منا وقف الهدر في الوقت،والمال،وفي طاقات الأجيال....هل من مجيب؟؟؟؟

بقلم : مها محمد
copy short url   نسخ
15/05/2018
2919