+ A
A -
ستة فقط من بين أكثر مائة مليون مصري احتفلوا في فندق ريتز كارلتون بميدان التحرير بذكرى تأسيس دولة الكيان الصهيوني في فلسطين، بعد أكثر من 42 عاما، لم يبق سوى ستة متصهينين، ووقعوا في مرمى السباب والشتائم من الشعب الحر الذي سيأتي يوما حاملا لواء تحرير فلسطين.. ستة فقط رغم هذا الدعم غير المسبوق من الإعلام والنظام، أمر يجعلني أقف وأؤدي التحية للشعب المصري، ففي قلبه عزة وكرامة ولا يقبل الخنوع والخضوع وإن واجه الحصار والجوع.
ولم تكن تحلم إسرائيل وهي توقع اتفاقية وادي عربة مع الأردن عام 1994 وبعد 42 عاما من توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، وبعد 25 عاما من توقيع اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، بأن يأتي هذا اليوم لترى أن من احتفلوا بعيد استقلالها المزعوم لا يعدون على أصابع اليد الواحدة، بوصلة العرب والفلسطينيين تتجه نحو القدس، ولم تكن تحلم بأن ترى هذه الآلاف المحتشدة على حدود فلسطين الشرقية والحنوبية في زحف كأنه يسبق الزحف الأكبر حين تفيق الأمة الإسلامية وتهب من أجل حماية مقدساتها ومدينتها المقدسة التي تسلم مفاتيحها الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 638 م واستولى عليها الصهاينة عنوة ليعيثوا فسادا فيها.
ولم تكن تتصور أن يأتي هذا اليوم الذي ترى فيه حشود المرابطين تتجه نحو حدود الوطن المغتصب.
فإلى حدود فلسطين الشرقية، جاء ابناء عمان، والسلط، والكرك والطفيلة، والزرقاء ومعان والعقبة والمفرق، وإربد، زاحفين نحو القدس، يعلنون تضامنهم مع مسيرة العودة في غزة على خطى أبطال مؤتة، جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة الذين استشهدوا في معارك تحرير الثرى العربي من الغزو الروماني، فيما زحف أهل غزة نحو الحدود الجنوبية لفلسطين، ليقدموا الشهداء والجرحى على درب العودة الكبرى.
قد تشعل إسرائيل حربا على الجبهة السورية لتشغل العالم عن مسيرات العودة الكبرى التي أظهرت للناس أن هناك شعبا فلسطينيا موجودا على الحدود وله الحق في وطن،
كم هو مهم أن يتبنى الإعلام العربي هذه المسيرات ويعلنها في كل وسائل التواصل بكل أنواعها مع الشعوب الحرة، لعل وعسى أن يكون صوت من أنهكهم اللجوء أقوى من صوت التحالف العربي الذي لم يشكل إلا ضد العرب.
نبضة أخيرة
من وميض حزن عينيك أصنع بوصلتي إلى قلب وطنك..

بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
12/05/2018
5411