+ A
A -

«المسؤولية تحدد عباراتك وتقيدها بإطار المسموح والممنوع، وبخاصة في بلادنا العربية التي لم تعرف، وأظن أنها لن تعرف، شفافية الطرح، لذلك نبقى محل تندر من سبقونا في ان تكون الشفافية منهج عمل وحياة.
نقيم المؤسسات، هذا مجلس دولة، وذاك ديوان محاسبة، وهذه هيئة رقابة، وكل اعمال هذه المؤسسات حبر على ورق، جهد في الهواء، وأموال تهدر على اجتماعات وخبراء وعمالة، حتى الثورات العربية التي قامت من اجل تصحيح الخلل، باتت اكثر فسادا، ونظام القذافي ومن بعده الأسد مثالا، نقلوا البلاد من استقرار خيانة إلى فساد خيانة، فرحبت الشعوب بالربيع العربي للخلاص منهما ومن كانوا على نهجها، فكان الربيع فصلا حزينا اصابه الخريف بضربة قاضية، وما زال من زرعوا وردة في ميدان التحرير، أو على جدار في حلب، أو في اليمن أصل العرب، يواجهون الموت كل يوم.

عندما تم قبل ثلاث سنوات تقريبا، التوقيع على اتفاق ( 5+1) سألني الإعلامي الشاب: ما رأيك في الاتفاق النووي الغربي الإيراني، قلت وأنا مالي، إيران أعلم بما يعود الاتفاق عليها من خير، والغرب لا يوقع اتفاقا ليس فيه مصلحة لإسرائيل،
امس وعندما أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات، عاد الشاب يطرح ذات السؤال، فأجبت وانا مالي إيران أعلم بمصلحتها، وتعرف قوتها، واميركا أدرى بما تحتاجه مصلحة إسرائيل.
هو السؤال الذي وجهه صحفي شاب: لماذا دمرت إسرائيل المفاعل النووي العراقي عام1982، حينها أجبت: العرب الذين سمحوا للطائرات الإسرائيلية عبور أجوائهم حريصون على ارضاء اميركا.

بعد أسبوع من مطاردته لي من مقر عملي إلى بيتي، استوقفني ليعزمني على اكلة فوارغ، مقادم مشوية وفتة راس (باجه) بالعراقي وبعد ان اكلت الفتة مع راسي بصل ودار راسي، قال لي انه مكلف بمعرفة الاسم الحقيقي للكاتب «ابو الكلام» وهو اسم سري لكاتب زاوية في صحيفة عربية، فلم أتردد، وقلت له «العبد لله» فانتفض واقفا وتغير لونه، فقلت له ما الامر، عسى الموساد كلفك بتصفيته، قال لا، قلت وماذا إذن، فتح باب منزله وقال، اخرج، انت لم تقل الحقيقة.

انتشرت رسالة موجهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس من سفير فلسطين في ماليزيا فيها ما يوحي ان للمخابرات الفلسطينية يدا في اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش وقد أصدرت السفارة بيانا نفت فيه صحة ما جاء في الرسالة التي تهدف إلى تعميق الجراح. بين رام الله وغزة، ومن يقرأ الرسالة المزورة لا يحتاج إلى جهد عناء في اكتشاف انها دسيسة مغرضة خلفها رجل خبيث ابن خبيث يعيث فسادا في بلاد الله المؤمنة.
كلمة مباحة
غزة، آخر الفلسطينيين وأول العرب وآخر العرب، ولعنتها ستقضي على كل من تسبب في موت طفل جوعا.
بقلم : سمير البرغوثي
copy short url   نسخ
11/05/2018
1422