+ A
A -
جُرحٌ وأمواجٌ يُقَاذِفُها الحَنين..
ذكْرَى تَوَارتْ تَحْتَ أوْجَاعِ الرَّمادِ المُحْتَرقْ..
ذكْرى توارتْ ثمَّ عَادتْ
تُشْعلُ الأحْزانَ وَسْطَ نَارٍ كالهَشِيمْ..
قَدْ عَادتِ الأنَّاتُ تعْلُو
في فَضَاءاتِ أحْزَاني وآلامِي
فَوْقَ أشواقِ الحَنينْ..
تتَرَدّدُ الآهَاتُ في الآفَاقِ صَارخَةً
تُنَادي حُبَّ عُمْري
قَلعَةَ القلبِ الحَزِين..
أمَّاهُ..
أمَّاهُ كمْ أشتَاقُكِ
قُبْلةً فَوقَ الجَبين..
أمَّاهُ..
ما زَالتِ الهمْسَاتُ في أُذني
يُداعِبُها الخَجَلْ..
أمَّاهُ..
ما زَالت اللمسَاتُ في رُوحي
يُؤانِسُهَا الأملْ..
أمَّاهُ..
ما زالتِ النظراتُ في قَلبي
تُعَزّيني وتَكْسُوني الحُلَلْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أشدُو بأنْغامٍ
تردَّدَ عَزْفُهَا بيْنَ القُبَلْ..
ما زَالَ في صَدْري مَزِيجٌ
من حَنانِكِ والغَزَلْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أركُضُ في رُبُوعِكِ
لا أَمَــلُّ
ولا يُسَاوِرُني الضَجَرْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أنْزِفُ أَدْمُعي
و يَثُورُ قلْبِي في اشْتِياقٍ للمَطَرْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أعْزِفُ الأفْرَاحَ
بيْنَ أحْقَادِ البَشرْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ طِفْلًا بَاسِمًا
وسْطَ أمْواجِ الخَطرْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أرنُو طامِحًا
نحْوَ المعالِي.. للقمرْ..
ما زَالَ يُطْرِبُنِي حَدِيثُكِ
أَفْتَقِدهُ كلَّ أيّامِ العُمُرْ..
ما زِلْتُ أبكي.. صدْق أشْواقي
و أبْكي نَزْفَ أعْوَامٍ تَوَلتْ
لمْ أنَلْ فيها رؤاكِ المُنْتَظَرْ..
ما زلتُ يا أمَّاهُ أبكي ثُمّ أبكي ثمّ أبكي
رَحِيقَ صوْتٍ بالتَّفَاؤلِ يَنْهَمِرْ..
ما زلتُ أبْكِيكِ
حَنِينًا وآمالًا لم أَنَلْ منها الوَطَرْ..
ما زِلْتُ أبكي
حُلْمَ عُمْرٍ
لمَّا يَزَلْ بينَ المُقَلْ..
ما زِلْتُ أبكي حِكْمَةً
كانَتْ تُتَوّجُنِي البَصيرةَ والعِبَرْ..
ما زِلْتُ أدعُوكِ الإلهَ
أنْ يُنَزِّلَ رَحْمَةً فوقَ قبْرِكِ والمَطَرْ..
ما زِلْتُ يا أُمّاهُ
أحْلُمُ كُلَّ يومٍ
أنْ تَرى رُوحِي لِقَاءً
بينَ رُوحَك في السَّحَرْ..
copy short url   نسخ
21/01/2017
2505